7 طرق للدراسة بشكل أفضل
الصورة: Barcin
بعض المختارات المترجمة من الصحافة العالمية
انشر
«طريقة دراسة معظم الطلاب لا معنى لها»، هذا ما توصل إليه عالما النفس «هنري روديغر» و«مارك مكدانيل» من جامعة واشنطن الأمريكية في سانت لويس، اللذان جمعا خلاصة دراسات 80 عامًا في دراسة واحدة حول التعلم والذاكرة، ثم وضعا نتائجهما في كتاب «اجعلها تلتصق: علم التعلم الناجح»، ونشرها مقال على موقع «Vox».
يدرس معظم الطلاب بأسلوب إعادة قراءة المذكرات والكتب، إلا أن الأبحاث أظهرت عدم جدوى هذا الأسلوب، إذ من الأفضل استخدام ما يسمى باستراتيجيات التعليم النشط مثل المخططات ووضع الأسئلة والرسم، وكذلك مباعدة فترات الدراسة واستذكار مواضيع مختلفة في الوقت نفسه.
هذه هي الإرشادات السبعة التي يزود بها المقال الطلاب والمدرسين حول الطريقة الأمثل للدراسة والمذاكرة.
1. تكرار القراءة ليس الطريقة المُثلى
الصورة: Tulane Public Relations
الطريقة المعتادة للمذاكرة بحسب المقال هي إعادة قراءة الفروض والملاحظات، لكن عددًا كبيرًا من الأبحاث يشير إلى أن عملية تكرار المعلومات وإعادة قراءتها ليست طريقة جيدة للتعلم أو خلق ذكريات جديدة في المخ، إذ أثبتت الدراسات التي أجريت على مجموعة من طلاب جامعة واشنطن أن مَن أعادوا قراءة فصل من كتاب مقرر لم يكتسبوا أي معلومات أكثر من المجموعة التي قرأت الفصل مرة واحدة.
عند قراءة نصٍّ معين للمرة الأولى فإن عقلك يستخرج منه المعلومات، أما في القراءة الثانية فينتابك شعور بأنك تعرف ما تقرأ. وعادةً ما تكون القراءة المتكررة سطحية، وهو أمر يخدع الشخص لأنه يمنحه انطباعًا بأنه يعرف ويعي المادة المقروءة بشكل جيد، إلا أن هناك بعض الفجوات في هذا الأسلوب لا تسمح بتخزين المعلومات ومعالجتها في مخ الإنسان.
2. اطرح على نفسك أسئله
عندما تسأل نفسك فإنك تحاول أن تشرح، وهو ما يُسهم في ترسيخ ما تدرسه بشكل أفضل في الذاكرة.
أحد الأساليب الجيدة هي القراءة لمرة واحدة ثم طرح الأسئلة على نفسك، سواءً تلك الأسئلة الموجودة في الكتاب أو أن تأتي بأسئلتك الخاصة.
يؤدي استرجاع المعلومات بهذه الطريقة إلى تثببيتها بصورة أقوى في الذاكرة، بحسب المقال وحتى في حال عدم القدرة على استرجاع المعلومة، فإن هذا الأسلوب يساعدك في اكتشاف الجوانب التي لا تعرفها، ويعطيك مؤشرًا حول ما الذي يجب عليك أن تعود لدراسته، ممَّا يساعد في توجيه دراستك بشكل أفضل.
يعاونك طرح الأسئلة على الفهم بشكل أعمق، فإذا كنت تدرس العلاقات التجارية بين الرومان والإغريق، توقف لتسأل نفسك: لماذا أصبحوا شركاء تجاريين؟ لماذا بنوا السفن وتعلموا الملاحة؟ عندما تسأل نفسك فإنك تحاول أن تشرح، وهو ما يخلق لديك فهمًا أفضل لِما تدرسه، ويُسهم في ترسيخه بشكل أفضل في الذاكرة.
بدلًا من القراءة بشكل سريع، توقف لتسأل نفسك بعض الأسئلة التي ستساعدك في فهم الموضوع.
3. اربط المعلومات الجديدة بأخرى تعرفها
هناك أسلوب آخر أثبت نجاحه عبر القراءة الثانية، هو إيجاد صلة بين المعلومات الواردة في النص ومعارف أخرى سابقة، أي ربط المعلومات ببعضها.
وفقًا للمقال، لا يجب أن تكون المعارف السابقة علمية، فإن كنت تدرس الأوعية الدموية وضغط الدم، وكان الدرس يشير إلى أن صِغَر حجم الأوعية الدموية يؤدي إلى ارتفاع الضغط، فإنه من السهل عليك ربط ذلك بخرطوم مياه، كلما شددت عليه ازداد ضغط الماء، وبذلك ترسخ المعلومة لربطك إياها بشيء تعرفه وتمارسه في حياتك.
4. ارسم المعلومات
من الاستراتيجيات الفعالة استخدام الرسوم البيانية أو النماذج المرئية أو المخططات.
إذا كنت تدرس علم النفس مثلًا، يمكنك استخدام رسم هرمي أو بياني يوضح تدفق الأفكار، وفي الفيزياء تستطيع استخدام مثلث يبسط عليك فهم معادلة السرعة والوقت والمسافة.
يمكنك بالطبع أن تقرأ عن الموضوع، لكن للحصول على فهم أعمق والقدرة على الكتابة عنه وعن جوانبه المتعددة، من الأفضل أن توضح لنفسك الفكرة في شكل مخطط أو رسم.
إن أي وسيلة تثير النشاط في أثناء التعلم (أن تولِّد الفهم بنفسك) تكون أكثر فعالية في تذكر المعلومات، بحسب ما يذكر المقال، لأنها تجعل المتعلم ينخرط في تحصيل المعلومة بدل أن يكون متلقيًا لها فقط.
5. لا تذاكر في اللحظات الأخيرة
الطريقة المُثلى هي الدراسة على فترات وأيام متباعدة.
تبيِّن الأبحاث أن الدراسة في اللحظات الأخيرة، التي يحشو فيها الطلاب أدمغتهم بالمعلومات خلال فترة قصيرة، لا تسمح ببقاء المعلومات في الذاكرة على المدى الطويل.
قد تساعد تلك الطريقة في الأداء بشكل الجيد خلال امتحان اليوم التالي، لكن عند الامتحان النهائي لن يتذكر الطالب كثيرًا من هذه المعلومات، وفي السنة التالية ستكون قد تضاءلت أكثر فأكثر حتى تتلاشى في نهاية الأمر، وفقًا للمقال. يظهر هذا في مواد مثل الإحصاء والرياضيات والفيزياء، إذ يبدو في أول العام الدراسي كأن الطلاب نسوا كل ما درسوه في العام الماضي تقريبًا، لأنهم حشروا مذاكرتهم قبل الاختبارات في وقت قصير.
الطريقة المُثلى هي الدراسة على فترات متباعدة، فنبدأ بالقليل في اليوم الأول، ثم نراجع ما درسناه في اليوم التالي، ثم نعود إلى الدراسة بعد يومين، وهكذا نحصل على نتائج أفضل، بحسب عدة دراسات أشارت إلى أن المباعدة بين فترات الدراسة مهم للغاية.
6. مزج الدروس يعطي نتائج أفضل
يوجه المقال نصائح للمدرسين كذلك، فعند دراسة المقرر تتعلم موضوعًا كل يوم دون العودة إلى الخلف لاسترجاع المعلومات، وهذا لا يعطي نتائج جيدة.
الأفضل تدريس موضوع ثم آخر وبعده ثالث، ثم العودة لاستذكارها جميعًا من زاوية أخرى.
لجأ المعلمون في جامعة واشنطن إلى أساليب أكثر فعالية، إذ يختبرون الطلاب في حصيلة الأسبوع الدراسية، وأحيانًا يتضمن الاختبار معلومات ممَّا سبق دراسته في الأسابيع السابقة، كما يستقطع بعض المدرسين وقتًا من كل محاضرة جديدة لإعادة بعض المعلومات من المحاضرات السابقة.
أما الفروض المنزلية فإنها عادةً ما تتعلق فقط بالموضوع الذي دُرِس، إلا أن الأبحاث أثبتت أنه عندما تتوزع الأسئلة لتشمل المعلومات التي جرت دراستها في الأسابيع السابقة وليس الأسبوع الأخير فقط، فإن هذا يكون أفضل في عملية استرجاع وتثبيت المعلومات لدى الطلبة.
بحسب المقال، لا تُفضي الطريقة التقليدية بتدريس المواضيع واحدًا تلو الآخر إلى كثير من التعلم، ومن الأفضل تدريس موضوع ثم آخر وبعده ثالث، ثم العودة لاستذكارها جميعًا من زاوية أخرى وربط المعلومات وإجراء المقارنات، لأن هذا ما سيواجهه الطالب في الحياة الواقعية، فأمور الحياة لن تكون متعلقة بموضوع محدد، بل بمزيج من المعلومات التي ينبغي معالجتها.
هذا الأسلوب يمكِّن الطالب من معرفة أنماط ونماذج المعلومات المختلفة بأساليب مختلفة على فترة من الزمن، ممَّا يُسهم في رسوخها في ذهنه.
7. ليس هناك من هو أفضل ذكاءً من غيره
الذكاء والتعلم أمور تتعلق بكيفية التعامل معها، فإن تعاملت بشكل صحيح ستحقق أهدافك.
أظهر أحد الأعمال الأكاديمية للباحثة «كارول دويك» من جامعة ستنافورد أن عقليات التعلم عند الطلاب تنقسم إلى نوعين:
- صاحب العقلية الثابتة، الذي يرى قدراته محدودة في بعض المواضيع مثل الكيمياء والفيزياء، فيعمل من أجل الوصول إلى حدٍّ معين والاكتفاء بما وصل إليه، أما ما يتجاوز هذا الفهم البسيط أو المحدود فيعتقد أنه صعب للغاية ولن ينجح في معرفته.
- صاحب عقلية النمو، الذي يعرف أن التعلم يتطلب استخدام أساليب فعالة، ممَّا يعني تخصيص الوقت المناسب للدراسة والتفاعل مع المادة التعليمية، وهو ما يساعد في زيادة قدرته على فهم الموضوع، بما في ذلك المجالات التي لا يبرع فيها.
يرى المقال أنه بحسب عقليات الأشخاص يمكننا التنبوء بأداء الطالب، فالطالب ذو عقلية النمو قادر على المثابرة ومواجهة التحديات والمصاعب التعليمية، وعادةً ما ينجح في الفصول الصعبة، أما الطلبة من النمط ذي العقلية الثابتة فإنهم لا ينجحون في الأغلب.
على المعلمين التحدث إلى طلابهم وإقناعهم بأن عقلية التعلم والنمو هي النموذج الواجب اتباعه، بحيث يميل الطلاب حينها إلى تجريب أساليب جديدة والعمل بطُرُق مختلفة لتعزيز التعلم.